الدار الآخره ( 6 )
مادامت الروح بأمر ربها من البدايه وحتى النهايه ولا علم لنا بموعد بهايتها فينبغى ان الوصيه مكتوبه لمن هم وراء ظهورنا حتى لا نتسبب بإهمالنا فى ارتباك الورثه بعد الموت فيما عليهم وما لهم وقد يكون الورثه جاهلين بأحكام شرع الله فى الميراث فلا يتنبهون لديون المتوفى, ويقومون بقسيم التركه قبل لن يسددوا ما على الميت من ديون فتظل روحه حبيسه عن الجنه حتى يقضى دينه . وهذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشرف :
( والذى نفس محمد بيده لو قتل الرجل فى سبيل الله ثم عاش ثم قتل ثم عاش ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنه حتى يقضى دينه )
رواه النسائى والطبرانى
ولكن من التزم بنهج الله القويم ,وكتب وصيته وابلغ اهله فألاثم عليهم قال تعالى :
(فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )البقره 181
وهذا الاثم نظير تفريطهم فى حق الله وحق العباد وخاصتا حق الوالدين او الاقربين وإذا تبين ان الميت جار على حق الغير فعلى الموصى الحق ان يعدل فى الوصيه اسمع معى قول الله تعالى :
( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )البقره182
والرسول يقول :
( لا ضرر ولا ضرار )
رواه ابن ماجه والدار قطنى وغيرهم
والصحابه كانوا حريصين على ذلك لاغن الوصيه كانوا يعتبرونها مظهر من مظاهر خشية القلب وكان عبد الله بن عمر رضوان الله عليهما يقول :
( مامرت على ليله منذ ان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ذلك إلا وعندى وصيتى
وفى قصة سعد بن عباده, برغم انه شفى بعد ذلك وعاش طويلا وانجب اولاد .
ثم لعلكم تتعجبون احبائى الكرام إذا علمتم انهم كانوا ايضا يوصون وهم اموات . وحتى يزول عجبكم فأليكم قصة الصحابى الجليل ثابت بن قيس بن شماس . قال عطاء الخراسانى : حدثتنى ابنة ثابت بن قيس بن شماس قالت : لما نزلت آية :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) الحجرات 2
دخل ابوها بيته وأغلق عليه بابه , وطال مكثه فى الدار حتى افتفده رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأرسل من يسأل عنه. فقال : انا رجل شديد الصوت أخاف ان يكون قد حبط عملى وحبط جهادى فقال له النبى-صلى الله عليه وسلم :
( لست منهم. بل تعيش بخيروتموت بخير ) رواه البخارى ومسلم
قالت : ثم انزل الله سبحانه وتعالى قوله :
( وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) الحديد 23
فذهب واغلق الباب عليه وطفق يبكى ففقده رسول الله -صلى الله علبه وسلم- فأرسل اليه فأخبره قائلا : يارسول الله انى احب الجمال واحب ان أسود قومى فقال رسول الله - عليه الصلاة والسلام :
( لست منهم . بل تعيش حميدا , وتقتل شهيدا , وتدخل الجنه ) رواه البخرى ومسلم
قالت : فما كان يوم اليمامه , خرج مع خالد بن الوليدلقتال مسيلمه الكذاب , فلما التقوا وانكشفواقال ثابت لسالم مولى ابى حذيفه : ماهكذا كنا نقاتل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ثم حفر كل واحد منهماحفره فثبتا وقاتلا واستشهدا... وكان ثابت يومئذ درع لنفسه, فمر به رجل من المسلمين فأخذها-فبينما خالد بن الوليد- قائد الجيش - نائم إذ أتاه ثابت فى منامه فقال : انى اوصيك بوصيه, فإياك ان تقول : هذا حلم , فتضيعها: إنى لما استشهد بالامس , مربى رجل من المسلمين فأخذ درعى , وأن منزلهفىى اقصى المدينه , وعند خبائه فرس يستن فى طوله " اى فى لجامه وشكيمته" وقد كفأعلى الدرع برمه, وفوق البرمه رحل فأذهب وخذ درعى , وإذا قدمت المدينه على خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابى بكرفقل له : إن على من الدين كذا وكذا فليقم بسداده . فأرسل خالد من يأتى له بالدرع, فوجدها كما وصف ثابت تماما , ولما رجع المسلمون الى المدينه حدث خالد بن الوليد ابابكربرؤياه فأجاز وصيته .
قال : ولا نعلم احدا اجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس رحمه الله
احبائى الكرام
كل ماسبق كان تميدا للموت ولكن هناك مقدمات او مؤشرات سوف نتعرف عليها فى الحلقات القادمه .
ابوبكر
مادامت الروح بأمر ربها من البدايه وحتى النهايه ولا علم لنا بموعد بهايتها فينبغى ان الوصيه مكتوبه لمن هم وراء ظهورنا حتى لا نتسبب بإهمالنا فى ارتباك الورثه بعد الموت فيما عليهم وما لهم وقد يكون الورثه جاهلين بأحكام شرع الله فى الميراث فلا يتنبهون لديون المتوفى, ويقومون بقسيم التركه قبل لن يسددوا ما على الميت من ديون فتظل روحه حبيسه عن الجنه حتى يقضى دينه . وهذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشرف :
( والذى نفس محمد بيده لو قتل الرجل فى سبيل الله ثم عاش ثم قتل ثم عاش ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنه حتى يقضى دينه )
رواه النسائى والطبرانى
ولكن من التزم بنهج الله القويم ,وكتب وصيته وابلغ اهله فألاثم عليهم قال تعالى :
(فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )البقره 181
وهذا الاثم نظير تفريطهم فى حق الله وحق العباد وخاصتا حق الوالدين او الاقربين وإذا تبين ان الميت جار على حق الغير فعلى الموصى الحق ان يعدل فى الوصيه اسمع معى قول الله تعالى :
( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )البقره182
والرسول يقول :
( لا ضرر ولا ضرار )
رواه ابن ماجه والدار قطنى وغيرهم
والصحابه كانوا حريصين على ذلك لاغن الوصيه كانوا يعتبرونها مظهر من مظاهر خشية القلب وكان عبد الله بن عمر رضوان الله عليهما يقول :
( مامرت على ليله منذ ان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ذلك إلا وعندى وصيتى
وفى قصة سعد بن عباده, برغم انه شفى بعد ذلك وعاش طويلا وانجب اولاد .
ثم لعلكم تتعجبون احبائى الكرام إذا علمتم انهم كانوا ايضا يوصون وهم اموات . وحتى يزول عجبكم فأليكم قصة الصحابى الجليل ثابت بن قيس بن شماس . قال عطاء الخراسانى : حدثتنى ابنة ثابت بن قيس بن شماس قالت : لما نزلت آية :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) الحجرات 2
دخل ابوها بيته وأغلق عليه بابه , وطال مكثه فى الدار حتى افتفده رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأرسل من يسأل عنه. فقال : انا رجل شديد الصوت أخاف ان يكون قد حبط عملى وحبط جهادى فقال له النبى-صلى الله عليه وسلم :
( لست منهم. بل تعيش بخيروتموت بخير ) رواه البخارى ومسلم
قالت : ثم انزل الله سبحانه وتعالى قوله :
( وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) الحديد 23
فذهب واغلق الباب عليه وطفق يبكى ففقده رسول الله -صلى الله علبه وسلم- فأرسل اليه فأخبره قائلا : يارسول الله انى احب الجمال واحب ان أسود قومى فقال رسول الله - عليه الصلاة والسلام :
( لست منهم . بل تعيش حميدا , وتقتل شهيدا , وتدخل الجنه ) رواه البخرى ومسلم
قالت : فما كان يوم اليمامه , خرج مع خالد بن الوليدلقتال مسيلمه الكذاب , فلما التقوا وانكشفواقال ثابت لسالم مولى ابى حذيفه : ماهكذا كنا نقاتل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ثم حفر كل واحد منهماحفره فثبتا وقاتلا واستشهدا... وكان ثابت يومئذ درع لنفسه, فمر به رجل من المسلمين فأخذها-فبينما خالد بن الوليد- قائد الجيش - نائم إذ أتاه ثابت فى منامه فقال : انى اوصيك بوصيه, فإياك ان تقول : هذا حلم , فتضيعها: إنى لما استشهد بالامس , مربى رجل من المسلمين فأخذ درعى , وأن منزلهفىى اقصى المدينه , وعند خبائه فرس يستن فى طوله " اى فى لجامه وشكيمته" وقد كفأعلى الدرع برمه, وفوق البرمه رحل فأذهب وخذ درعى , وإذا قدمت المدينه على خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابى بكرفقل له : إن على من الدين كذا وكذا فليقم بسداده . فأرسل خالد من يأتى له بالدرع, فوجدها كما وصف ثابت تماما , ولما رجع المسلمون الى المدينه حدث خالد بن الوليد ابابكربرؤياه فأجاز وصيته .
قال : ولا نعلم احدا اجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس رحمه الله
احبائى الكرام
كل ماسبق كان تميدا للموت ولكن هناك مقدمات او مؤشرات سوف نتعرف عليها فى الحلقات القادمه .
ابوبكر