الحلقه التاسعه
الجزء الآخير
من
نبيا الله هود - صالح
================
مازلنا فى مجادلات قوم عاد وثمود لسيدنا هود وصالح حيث انهم قالوا :إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ ۖ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿١٤﴾
يقولون الم يجد غيرك ياهود انت وصالح إلاهكم ليرسلكم ولو اراد لارسل من عنده ملائكه .وهنا قال لهم سيدنا صالح ان الملائكه من نور وان ارسل الله ملاك فلابد ان يجعله بشرا وحتى يستطيع ان يتفاهم معكم ولابد ان النبى يكون بشرا ليشعر بكم ويحس احساسكم من افراحكم وحزنكم ويلقى عليكم التشريعات الربانيه .
[/right]
وعندما اصروا على موقفهم وغرورهم , ماذا فعل الله بهم :
(فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿١٥﴾ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ﴿١٦﴾ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٧﴾ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿١٨﴾ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّـهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿١٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(20 )
والسؤال لماذا إختار الله الريح لقوم عاد ؟
لانهم قالوا هم اشد قوه من الله , لذلك اقسم الله بعزته وجبروته ليحقرنهم اشد تحقيرا والسبب ان قوم هود وصالح تفاخروا بقوة بنيانهم وفنونهم فى الهندسه المعماريه والنحت وسيدنا صالح قال لهم :
( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّـهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿٧٤﴾ الأعراف
قالوا ياصالح لقد كنت فينا مرجوا قبل هذا اى انك كنت لنا صديقا . وكان فى الحقيقه هذا ولكن عندما كلف بالرساله والنصح لقومه فلا دخل للعواطف امام تبليغ رسالة الله . ولكنهم اصروا على نهج آبائهم الأولين .
وهذه مشكلة حتى يومنا هذا القليد الأعمى والسير على نهج السلف رغم التغيرات الحياتيه فإن تقدم الشعوب فى مواكبة التطور مع عدم الاخلال بالثوابت الايمانيه .
ثم ان الهواء لا غنى عنه فالله سبحانه وتعالى يغيره الى ريح صرصرا هذا دليل على إذا غضب الله على قوم يقلب الارض رأسا على عقب يدمر لان الله سبحانه وتعالى يصبر على تجاهل البشر له ولكن الظلم سريع الغضب .
وهنا يقول الحديث الشريف ( مافتح الله من خزائن الريح الى بمقدار انف ثور )
ففروا قوم صالح الى بيوتهم والتى نحتوها فى الجبال فيدخل الريح ورائهم ليخرجهم منها وتتساقط الصخور عليهم حتى يقتلوا . إقرأ معى :
(فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ﴿٥﴾ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴿٦﴾ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾ الحاقه
( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿١٨﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴿١٩﴾ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ﴿٢٠﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٢١﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿٢٢﴾ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴿٢٣﴾ القمر
ورب العزه جل جلاله لما اراد ان يهلكهم اهلكهم بالصيحه . هلاك قوم ثمود كان غير هلاك قوم عاد مع انهم اى قوم عاد هم بقية لقوم ثمود والذى سبق اننا قلنا هربوا ولكنهم كانوا فى الحرم فالله حماهم من اجل قدسية الحرم وبعد ان حلوا انفسهم من الحرم ارسل لهم سيدنا صالح وحذرهم مما حدث لقوم عاد الاولى ولكنهم قالوا ان كنت نبيا اعطى لنا علامه على نبوتك . فقال صالح ماذا تريدون ؟ قالوا إذا كنت نبيا اخرج من هذه الصخره ناقه !؟ قال اتريدون لن اجعل هذه الصخره ناقه ؟ نعم إذا كنت نبيا حقا , اطلب من إلاهك ان يخرج من الصخره ناقه . فقال لهم اعطونى المواثيق والعهود ان اخرجت لكم الناقه . فقالوا لك العهد .
وهنا دعا صالح ربه سبحانه وتعالى وكرر الدعاء اكثر من مره . فإنفرجت الصخره وخرج منها الناقه ولها شكل جميل وبديع والاجمل من هذا وتحدى لهم انها كانت عشار اى فى احشائها جنين وفور خروجها وضعت جنينها امامهم فأعلن كبيرهم إمانه بصالح ورسالته ونبوته واتبعه آخرون وكانوا من الضعفاء فصاح فيهم رجل وقال لهم ان صالح اعمى عيونكم وأغشاكم . فكبار القوم وجدوا ان صالح سيكون له شأن . إقرأ معى :
( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿٧٥﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿٧٦﴾ الأعراف
احبائى الكرام
الغرض من الناقه كانت شئ له العجب فقال القوم ماذا نفعل بهذه الناقه ؟
قال لهم صالح :
( قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿١٥٥﴾ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥٦﴾ الشعراء
والواقع ان الناقه تعطى لبنا وضرعها ممتلئ لا ينقص منها شئ سبحان الله وكل الابل والمواشى لا تستطيع ان تقترب منها خوفا وفى شدة الحر تصعد الناقه الجبل وبقية المواشى اسفله وفى الشتاء العكس .
فقال القوم لصالح ان الناقه أضرت بمواشينا . وكانت هناك أمرأه إستأجرت شخصا لقتلها فلم يستطيع ذلك خوفا منها فجلب آخرون لقتلها :
( فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴿١٥٧﴾ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٥٨﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿١٥٩﴾ الشعراء
سيدنا صالح قال لهم تمتعوا فى دياركم ثلاثه ايام هذا وعد غير مكذوب . وفى الليل حاولوا قتل سيدنا صالح ولكن الله ارسل قطع من الحجاره يقذفون بها فيموتون
احبائى الكرام
قوم عاد وثمود كانوا اشد منا قوه وصلابه ولكن امام تعندهم وكبريائهم وغرورهم ومعصيتهم وعدم طاعتهم ومثولهم لله السبب فى تدميرهم
علينا ان نأخذ العبره والموعظه , وهنا يقول الله سبحانه وتعالى :
أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَـٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ﴿٤٣﴾ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ
مُّنتَصِرٌ ﴿٤٤﴾ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴿٤٥﴾ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴿٤٦﴾ القمر
الا يعتبر الخلف مما جرى للسلف
ومنك يارب الهدايه
والى الحلقه العاشره والجزء الاول من ابوالانبياء سيدنا ابراهيم
دمتم فى رعاية
ابوبكر
الجزء الآخير
من
نبيا الله هود - صالح
================
مازلنا فى مجادلات قوم عاد وثمود لسيدنا هود وصالح حيث انهم قالوا :إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ ۖ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿١٤﴾
يقولون الم يجد غيرك ياهود انت وصالح إلاهكم ليرسلكم ولو اراد لارسل من عنده ملائكه .وهنا قال لهم سيدنا صالح ان الملائكه من نور وان ارسل الله ملاك فلابد ان يجعله بشرا وحتى يستطيع ان يتفاهم معكم ولابد ان النبى يكون بشرا ليشعر بكم ويحس احساسكم من افراحكم وحزنكم ويلقى عليكم التشريعات الربانيه .
[/right]
وعندما اصروا على موقفهم وغرورهم , ماذا فعل الله بهم :
(فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿١٥﴾ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ﴿١٦﴾ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٧﴾ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿١٨﴾ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّـهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿١٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(20 )
والسؤال لماذا إختار الله الريح لقوم عاد ؟
لانهم قالوا هم اشد قوه من الله , لذلك اقسم الله بعزته وجبروته ليحقرنهم اشد تحقيرا والسبب ان قوم هود وصالح تفاخروا بقوة بنيانهم وفنونهم فى الهندسه المعماريه والنحت وسيدنا صالح قال لهم :
( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّـهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿٧٤﴾ الأعراف
قالوا ياصالح لقد كنت فينا مرجوا قبل هذا اى انك كنت لنا صديقا . وكان فى الحقيقه هذا ولكن عندما كلف بالرساله والنصح لقومه فلا دخل للعواطف امام تبليغ رسالة الله . ولكنهم اصروا على نهج آبائهم الأولين .
وهذه مشكلة حتى يومنا هذا القليد الأعمى والسير على نهج السلف رغم التغيرات الحياتيه فإن تقدم الشعوب فى مواكبة التطور مع عدم الاخلال بالثوابت الايمانيه .
ثم ان الهواء لا غنى عنه فالله سبحانه وتعالى يغيره الى ريح صرصرا هذا دليل على إذا غضب الله على قوم يقلب الارض رأسا على عقب يدمر لان الله سبحانه وتعالى يصبر على تجاهل البشر له ولكن الظلم سريع الغضب .
وهنا يقول الحديث الشريف ( مافتح الله من خزائن الريح الى بمقدار انف ثور )
ففروا قوم صالح الى بيوتهم والتى نحتوها فى الجبال فيدخل الريح ورائهم ليخرجهم منها وتتساقط الصخور عليهم حتى يقتلوا . إقرأ معى :
(فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ﴿٥﴾ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴿٦﴾ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾ الحاقه
( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿١٨﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴿١٩﴾ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ﴿٢٠﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٢١﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿٢٢﴾ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴿٢٣﴾ القمر
ورب العزه جل جلاله لما اراد ان يهلكهم اهلكهم بالصيحه . هلاك قوم ثمود كان غير هلاك قوم عاد مع انهم اى قوم عاد هم بقية لقوم ثمود والذى سبق اننا قلنا هربوا ولكنهم كانوا فى الحرم فالله حماهم من اجل قدسية الحرم وبعد ان حلوا انفسهم من الحرم ارسل لهم سيدنا صالح وحذرهم مما حدث لقوم عاد الاولى ولكنهم قالوا ان كنت نبيا اعطى لنا علامه على نبوتك . فقال صالح ماذا تريدون ؟ قالوا إذا كنت نبيا اخرج من هذه الصخره ناقه !؟ قال اتريدون لن اجعل هذه الصخره ناقه ؟ نعم إذا كنت نبيا حقا , اطلب من إلاهك ان يخرج من الصخره ناقه . فقال لهم اعطونى المواثيق والعهود ان اخرجت لكم الناقه . فقالوا لك العهد .
وهنا دعا صالح ربه سبحانه وتعالى وكرر الدعاء اكثر من مره . فإنفرجت الصخره وخرج منها الناقه ولها شكل جميل وبديع والاجمل من هذا وتحدى لهم انها كانت عشار اى فى احشائها جنين وفور خروجها وضعت جنينها امامهم فأعلن كبيرهم إمانه بصالح ورسالته ونبوته واتبعه آخرون وكانوا من الضعفاء فصاح فيهم رجل وقال لهم ان صالح اعمى عيونكم وأغشاكم . فكبار القوم وجدوا ان صالح سيكون له شأن . إقرأ معى :
( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿٧٥﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿٧٦﴾ الأعراف
احبائى الكرام
الغرض من الناقه كانت شئ له العجب فقال القوم ماذا نفعل بهذه الناقه ؟
قال لهم صالح :
( قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿١٥٥﴾ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥٦﴾ الشعراء
والواقع ان الناقه تعطى لبنا وضرعها ممتلئ لا ينقص منها شئ سبحان الله وكل الابل والمواشى لا تستطيع ان تقترب منها خوفا وفى شدة الحر تصعد الناقه الجبل وبقية المواشى اسفله وفى الشتاء العكس .
فقال القوم لصالح ان الناقه أضرت بمواشينا . وكانت هناك أمرأه إستأجرت شخصا لقتلها فلم يستطيع ذلك خوفا منها فجلب آخرون لقتلها :
( فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴿١٥٧﴾ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٥٨﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿١٥٩﴾ الشعراء
سيدنا صالح قال لهم تمتعوا فى دياركم ثلاثه ايام هذا وعد غير مكذوب . وفى الليل حاولوا قتل سيدنا صالح ولكن الله ارسل قطع من الحجاره يقذفون بها فيموتون
احبائى الكرام
قوم عاد وثمود كانوا اشد منا قوه وصلابه ولكن امام تعندهم وكبريائهم وغرورهم ومعصيتهم وعدم طاعتهم ومثولهم لله السبب فى تدميرهم
علينا ان نأخذ العبره والموعظه , وهنا يقول الله سبحانه وتعالى :
أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَـٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ﴿٤٣﴾ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ
مُّنتَصِرٌ ﴿٤٤﴾ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴿٤٥﴾ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴿٤٦﴾ القمر
الا يعتبر الخلف مما جرى للسلف
ومنك يارب الهدايه
والى الحلقه العاشره والجزء الاول من ابوالانبياء سيدنا ابراهيم
دمتم فى رعاية
ابوبكر